المال الحلال
كان أحد الرجال يعمل في صناعة السروج، وكلما باع سرجاً خبأ جزءاً من ثمنه
في سرج عتيق كان يضعه بجواره، وهو يريد أن يدّخر من المال ما يعينه على
شيخوخته.
وذات يوم ترك المحل لولده، وذهب لشراء بعض الحاجات، وفي غيابه جاء رجل وسأل
الولد عن أسعار السروج، ثم عرض عليه أن يشتري منه السرج العتيق، بسعر لا
يقل عن السرج الجديد إلا بقدر قليل.
ورجع الرجل إلى المحل، فأخبره الولد ببيعه السرج العتيق، وناوله ثمنه وهو فرح، فجن جنون الرجل، لأنه كان قد خبأ فيه تعب عمره.
وأخذ السرّاج يصنع السروج كعادته، وكلما غرز في السرج غرزة كان يقول:
(ماراح راح، ماراح راح، ماراح راح)، والناس يمرّون به، ويسمعونه وهو يكرر
ذلك، ولا يعرفون قصده.
ومرت السنون والأعوام، وإذا رجل على حصان مطهم، يقف أمامه، ويطلب سرجاً من
أجود الأنواع، فأعطاه السراج أفضل ما عنده، فمنحه الرجل ثمنه، ثم رفع عن
ظهر جواده سرجاً قديماً وهو يقول:
منذ بضع سنين اشتريت من محلك هذا السرج العتيق، واليوم، وقد رزقني الله ثمن سرج جديد، فإني أترك لك هذا السرج العتيق.
ثم ناوله إياه، ومضى في حال سبيله، ونظر السراح إلى السرج العتيق، وإذا هو
السرج نفسه الذي كان يخبئ فيه النقود، وأسرع إلى فتق جانبه، فرأى النقود
فيه على ما كانت عليه، فسرّ بذلك أبلغ السرور، وأخذ كلما غرز في السرج غرزة
يقول: (ما هو لك لك، ما هو لك لك).
والناس يمرّون به، ولا يعرفون القصد مما يقول.
كان أحد الرجال يعمل في صناعة السروج، وكلما باع سرجاً خبأ جزءاً من ثمنه
في سرج عتيق كان يضعه بجواره، وهو يريد أن يدّخر من المال ما يعينه على
شيخوخته.
وذات يوم ترك المحل لولده، وذهب لشراء بعض الحاجات، وفي غيابه جاء رجل وسأل
الولد عن أسعار السروج، ثم عرض عليه أن يشتري منه السرج العتيق، بسعر لا
يقل عن السرج الجديد إلا بقدر قليل.
ورجع الرجل إلى المحل، فأخبره الولد ببيعه السرج العتيق، وناوله ثمنه وهو فرح، فجن جنون الرجل، لأنه كان قد خبأ فيه تعب عمره.
وأخذ السرّاج يصنع السروج كعادته، وكلما غرز في السرج غرزة كان يقول:
(ماراح راح، ماراح راح، ماراح راح)، والناس يمرّون به، ويسمعونه وهو يكرر
ذلك، ولا يعرفون قصده.
ومرت السنون والأعوام، وإذا رجل على حصان مطهم، يقف أمامه، ويطلب سرجاً من
أجود الأنواع، فأعطاه السراج أفضل ما عنده، فمنحه الرجل ثمنه، ثم رفع عن
ظهر جواده سرجاً قديماً وهو يقول:
منذ بضع سنين اشتريت من محلك هذا السرج العتيق، واليوم، وقد رزقني الله ثمن سرج جديد، فإني أترك لك هذا السرج العتيق.
ثم ناوله إياه، ومضى في حال سبيله، ونظر السراح إلى السرج العتيق، وإذا هو
السرج نفسه الذي كان يخبئ فيه النقود، وأسرع إلى فتق جانبه، فرأى النقود
فيه على ما كانت عليه، فسرّ بذلك أبلغ السرور، وأخذ كلما غرز في السرج غرزة
يقول: (ما هو لك لك، ما هو لك لك).
والناس يمرّون به، ولا يعرفون القصد مما يقول.